--السلام عليكم -
أعلن الجيش الأمريكي في العراق الاثنين مقتل أربعة من جنوده، في عدة هجمات متفرقة بالعاصمة بغداد، خلال الساعات الأربعة والعشرين الأخيرة، مما يرفع حصيلة الخسائر البشرية للقوات الأمريكية منذ غزو العراق في ربيع 2003، إلى 4021 قتيلاً.
وذكرت مصادر عسكرية أمريكية لـCNN أن جندياً لقي مصرعه، وأُصيب 14 آخرون في هجوم على نقطة تفتيش عسكرية تابعة له في منطقة "الرستماية"، جنوب شرقي بغداد.
وكشف مصدر عسكري أمريكي، رفض كشف هويته، إن الجنديين الآخرين قتلا في هجوم "غير مباشر"، باستخدام قذائف صاروخية، على المنطقة الدولية المعروفة باسم "المنطقة الخضراء"، بعد ظهر الأحد.
ورفض المصدر تحديد الموقع الذي استهدفه الهجوم، لدواعٍ أمنية.
وتتعرض المنطقة الدولية في الآونة الأخيرة لهجمات صاروخية أو بقذائف المورتر بصورة منتظمة، إلا أن الحكومة الأمريكية عادة ما تنتهج سياسة التكتم في الإدلاء بحجم خسائر تلك العمليات، لتفادي تقديم معلومات قد تساعد المسلحين في تحسين هجماتهم.
وفي وقت لاحق الاثنين، أكد بيان صادر عن القوات الأمريكية مقتل جندي رابع بنيران أسلحة خفيفة، بعد تعرض مركبته لانفجار عبوة ناسفة، شرقي بغداد.
ولقي أكثر من ثلاثة أمريكيين مصرعهم في هجمات مماثلة الأسبوع الماضي.
ورفعت الهجمات الأخيرة حجم الخسائر البشرية بين صفوف القوات الأمريكية إلى 4021 قتيلاً، وقرابة 30 ألف جريح، منذ انطلاق الغزو في مارس/ آذار 2003.
تقرير: أمريكا لم تحقق أهدافها بالعراق
بموازاة ذلك، أفاد تقرير أمريكي أن إدارة واشنطن أبعد ما تكون عن تحقيق أهدافها في العراق، وأن أي انسحاب سريع للقوات الأمريكية قد يخلف فوضى عارمة وربما عمليات إبادة.
وأورد تقرير "معهد السلام" الأمريكي، شارك في إعداده خبراء قدموا استشارات إلى مجموعة "دراسة العراق"، أن أهداف إدارة واشنطن لم تراوح مكانها منذ العام الماضي، إلا أنه حذر من عواقب كارثية حال انسحاب سريع للقوات الأمريكية، وفق الأسوشيتد برس.
وجاء نشر التقرير قبيل يومين من استماع الكونغرس الثلاثاء إلى قائد القوات الأمريكية في العراق، ديفيد بتريوس، والسفير الأمريكي بالعراق، رايان كروكر، بشأن آخر التطورات هناك وإمكانية بدء خفض القوات الأمريكية.
واستشهد تقرير "معهد السلام" بتحسن الأوضاع الأمنية منذ تدفق القوات الإضافية الأمريكية إلى العراق في مطلع عام 2007، إلا أنه عزا التقدم المحرز إلى عدة عوامل خارجة عن نطاق السيطرة الأمريكية، منها انضمام المقاتلين السنة إلى محاربة تنظيم القاعدة.
وحذر التقرير من أن أي خفض كبير للقوات الأمريكية قد يعرض دولة العراق لمخاطر "الفشل الكامل وفوضى عارمة وربما عمليات إبادة."
ونبه إلى أنه في حال قررت الإدارة الأمريكية خفض قواتها، فعليها حينذ التركيز على تحسين الأوضاع السياسية والتنمية الاقتصادية، وتعزيز وجودها العسكري في دول جوار العراق، للتدخل السريع عند اندلاع أزمة، إن اقتضت الحاجة.
وطالب التقرير الولايات المتحدة بمضاعفة جهودها لبناء تحالفات إقليمية بالمنطقة.
وخلص التقرير إلى أن "أمريكا ليست في وضع يتيح لها المغادرة، كما كان الحال قبل عام مضى.. إحراز تقدم سياسي ثابت قد يستغرق ما بين خمسة إلى عشرة سنوات من الالتزام الأمريكي الثابت والتام."