mohamed عضو نشط
عدد الرسائل : 53 تاريخ التسجيل : 03/04/2008
| موضوع: كن اسدا ، لا ثعلبا الجمعة مايو 16, 2008 5:45 pm | |
| أردتك أسدا لا ثعلبا
عبد الله بن عيد العتيبي
قيل أنه كان لأحد التجار ولد وحيد، فلما بلغ أشده أعد له أحمالاً من البضائع النفيسة، و أرسله يتاجر بها، فبينما هو سائر بأحماله، و قد توسط البرية، رأى ثعلباً قد شاخ و كبر حتى عجز عن المشي ولم يعد يستطيع أن يخرج من جحره إلا زاحفاً , فقال في نفسه: ما يصنع هذا الثعلب في حياته؟ وكيف يقدر أن يعيش في هذه الصحراء المقفرة , وهو لا يقدر أن يصيد؟ وبينما هو كذلك إذ بأسد قد أقبل وفي فمه كبش , فوضعه على مقربة من الثعلب وأكل حاجته, ثم تركه؛ وانصرف , فأقبل الثعلب يجر نفسه إلى أن أكل ما تبقى عن الأسد , وكان ابن التاجر ينظر إليه. فقال: سبحان الله , يرسل الرزق للثعلب وهو في مكانه لا يستطيع المشي و أنا أتعب و أسافر لأرتزق وعاد وأخبر والده بالأمر, فقال الأب: إني أرسلتك تتجر وتتعب كي تكون أسداً تطعم الناس ,لا أن تكون ثعلباً تنتظر أن يطعمك سواك.
رغم طرافة هذه الحكاية و ربما عدم وقوعها لكن أحببت أن أجعلها مدخلا لمفاهيم ومعان بودي أن نقف عندها نتأملها جيدا لتكون واضحة في أذهاننا فنستفيد منها و نؤصلها في أنفسنا و في الآخرين.
الأولى: لا تكن عالة على غيرك و اسع في الأرض
لأن ابن التاجر اعتاد أن يعيش عالة على والده، يصرف عليه و يعطيه فكان أول ما تبادر إلى ذهنه أن يصنع كما يصنع الثعلب لا الأسد فرجع لوالده يحمل مفهوم التواكل لا التوكل و فرق بينها ففي الأول اعتماد على الله - سبحانه و تعالى - لكن بدون بذل سبب إنما مجرد تمني و الثانية اعتماد عليه سبحانه مع بذل الأسباب. و هذا المفهوم يجدر بنا أن نؤصله في أنفسنا واقعيا بعيدا عن النظريات و أن نسترشد فيه بهدي المصطفى - صلى الله عليه و سلم -"احرص على ما ينفعك، و استعن بالله و لا تعجز"و أن نحذر من القعود سواء كان عن عمل الآخرة أو عن عمل الدنيا و لقد عاب الله على الذين تخلفوا عن الغزو مع الرسول - صلى الله عليه و سلم - "إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين"التوبة: 83".
الثانية: علينا أن نهجر عالم الأماني و الأحلام وأن نخوض غمار الحياة، لأن المطالب العالية لا تأتي بالأمنيات بل بالتضحيات و رحم الله شوقي إذ يقول:
و لكن تؤخذ الدنيا غلابا *** و ما نيل المطالب بالتمني
فمن كان يتوقع أن يحصل على ما يريد بمجرد أنه يعرف ما يريد أو أن يتمناه فقد أخطأ، لا بد من السعي و الطلب، يذكر أنتوني روبنز في كتابه قدرات بلا حدود أنه درس الأسباب التي بذلها الكثير من القادة و المؤثرين في حياة شعوبهم أيان كانت مبادئهم سواء مبادئ اصلاحية أو تدميرية فوجد أنها وضوح الهدف و السعي الدؤوب لتحقيقه. لم يعرف أن مزرعة أثمرت بمجرد أمنيات المزارع، و هذا المبدأ لي | |
|