"نار العنوسة ولا جنّة الزواج".. مقولة باتت رائجة على لسان حال فئة كبيرة من الفتيات في عدد من البلدان العربية هذه الأيام؛ فلم يعد الزواج ذلك الحلم الذي تنتظره الفتاة لتحقيق أمنية العمر، بعدما دخلت على خط الزواج عوامل عديدة أفقدته وهجه، ولم يعد الرجل هو "السند" لدى هذه الفئة الكبيرة من الفتيات، ولم تعد العنوسة ذلك الشبح المخيف عندهن.
فالسترة والبيت وإنجاب الأولاد كان همّ المرأة العربية في الماضي، لكن العقدين الأخيرين غيّرا الكثير من مفاهيمها؛ إذ أصبحت تنشد العلم والعمل وراحة البال، وظاهرة العنوسة عند فتيات الوطن العربي في هذه الأيام أصبحت منتشرة بشكل كبير. وتشير الإحصاءات الواردة في عدد من البلدان العربية أن فئة كبيرة من الفتيات اخترن العنوسة بدلاً من الزواج لأسباب عديدة، منها: النفسي والاجتماعي والاقتصادي.
فكانت القراءات التحليلية لهذه الظاهرة متعددة، لكنها كلها أجمعت على أن العنوسة باتت خياراً عند قطاع كبير من الفتيات.
لا.. لن أتزوج!
سارة، وهي طبيبة تتمتع بجمال واضح، ومن أسرة ميسورة الحال وتبلغ (37) عامًا، تؤكد لـ(الإسلام اليوم): "أرفض الزواج؛ لأني أكره الخضوع لأوامر الزوج وخدمته كما كانت تفعل أمي، فأنا طبيبة ناجحة ومعي المال، فلماذا أبحث عن رجل يتحكم في مشواري وطموحي، ويكفي ما أراه من عشرات الزيجات المخفقة التي تحطم حياة السيدات، فما الذي سأستفيده عندما أخرج من تجربة زواج مخفقة لأصبح مطلقة ومعي طفل أو أكثر".
وفي نفس السياق، تؤكد ناهد- رئيس قسم بأحد البنوك وتتمتع بجمال وأناقة راقية- رفضها لفكرة الزواج: "اكتشفت أن كل من تقدم لي يطمع في مرتبي الكبير ومركزي المالي، خاصة وأنني من عائلة ثرية؛ فأنا لن أتزوج من مجرد صورة لرجل، وأقوم أنا بالصرف عليه، وربما على أهله أيضاً، فأنا أرفض أن أكون مجرد صفقة تجارية لأي رجل يحلم بالزواج مني كي أحقق له كل أنواع الرفاهية، ابتداء من الشقة الكاملة وحتى السيارة، ولهذا طردت من حياتي شبح الزواج أو الحب".
وردًا على سؤال مراسلة (الإسلام اليوم)، حول احتياج المرأة لغريزة الأمومة أجابت ناهد: " أنا أحب الأطفال، ولهذا اعتبرت أولاد أختي هم أطفالي، وأقوم بتفريغ مشاعر الأمومة معهم، وهذا يكفيني".
زواجي.. وتحقيق الذات!